پێنج شه‌ممه‌ , نیسان 25 2024
Home / غير مصنف / التاريخ المعاصر و الجديد الكوردستان / ضيفة خاتون.. أميرة كردية حكمت حلب 6 سنوات

ضيفة خاتون.. أميرة كردية حكمت حلب 6 سنوات

أدت النساء الكرديات أدواراً مهمة في المجتمع والسياسة عبر التاريخ بشقيه القديم والحديث، وتركن بصمات غيّرت مجرى التاريخ، من بينهن، الأميرة ضيفة خاتون، التي يرجع إليها الفضل في نحت ملامح المدينة القديمة لحلب السورية.

 إعداد:  وکالە  انباء هاوار

rrr

المرأة رائدة في العديد من المجالات؛ وقيادية في المساهمة ببناء الحضارات، وإشعال الثورات.

ضيفة خاتون، ابنة الملك الصالح نجم الدين أيوب، أميرة حلب. كانت ملجأً للفارين من الظلم وكانت تمتاز بشخصية قوية، لتساهم في بناء الشكل العام لمدينة حلب القديمة والذي نعرفه اليوم.

من هي ضيفة خاتون؟

الكاتب محمد خير رمضان يوسف أورد في كتابه / المرأة الكردية في التاريخ الإسلامي/ “دار القادري” ما يلي حول شخصية الملكة “ضيفة خاتون”: «تورد الكثير من المصادر اسمها /صفية/ والصحيح في اسمها هو “ضيفة” والسبب في التسمية كما يقول “أبو الفداء” في تاريخه 3/171/ لمّا وُلدت كان عند أبيها “العادل” ضيف فأسماها “ضيفة”».

والأستاذ الباحث، عبد الله حجار، يشير في إحدى مقالاته إلى السيرة الذاتية لضيفة خاتون: «وُلدت “ضيفة خاتون” عام 1186 ميلادية في “قلعة حلب”، حيث كان يسكن فيها والدها “الملك العادل” سيف الدين أبو بكر محمد بن أبي الشكر أيوب بن شاذي بن يعقوب، ولأنه، أي والدها، كان يستقبل يوم ولادتها ضيفاً فقد أسماها تيمّناً /ضيفة/ خاتون التي جمعت المجد في شخصيتها فكانت ابنة “الملك العادل” وزوجة الملك “الظاهر غازي” وأم ملك».

عن هذا، يقول الباحث التاريخي والدكتور، فرهاد نعسان، إن ضيفة خاتون ملكة صنعت حضارة شامخة، وإذا قورنت فهي الأفضل بين مثيلاتها في تقديم تراث مادي ومعنوي، مضيفاً “لولا بعض الغيارى المخلصين من أهل حلب لكان ضاع اسم ضيفة خاتون تماماً، على الرغم من أنها سعت وأنجزت ما عجز أقرانها عن فعله في مصر أو الشام، ولم يعرف سبب لذلك”.

وتعقيباً على ذلك يكمل الدكتور فرهاد حديثه بالإشارة إلى أن حلب لم يحكمها حلبي قطَ، بالاستناد إلى حديث سهيل زكار، عضو لجنة كتابة التاريخ السوري في إحدى محاضراته.

ماذا قدمت الأميرة الكردية لحلب؟

يتابع الدكتور فرهاد نعسان حديثه بالإشارة إلى أن ضيفة خاتون، عمّرت ـ هي وزوجها الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين الأيوبي – من الآثار الحضارية والعمرانية ما لا يعد ولا يحصى، “يكفيها فخراً أن قلعة حلب وأسوارها وأبراجها وأسواقها والمدارس والجوامع في حرم السور قد اتخذت شكلها النهائي في عهدها (وهي من التراث الإنساني العالمي حسب منظمة اليونسكو)، وهي التي بنت جامع ومدرسة الفردوس التي عُدّت في زمنها من أعاجيب الدنيا (ابن العديم) لكثرة زخارفها وأحجارها الثمينة – وكذلك قنوات مياه الشرب وقساطلها وسبلانها بيتاً بيتاً في حلب”.

ويتابع “الأميرة الكردية ضيفة بنت خانقاه الفرافرة ويقع داخل حي “الفرافرة” في “باب الأربعين” –”جادة عبد الله الخطيب”، وقد ورد ذكره بعدة أسماء منها “خانقاه الناصرية” –”خانقاه العادلية” –”خانقاه ضيفة خاتون” –”خانقاه الملك العادل” –”خانقاه الملك الناصر”».

و”خانقاه الفرافرة” بناء أثري في مدينة “حلب” كان مخصصاً لإيواء النساء، وهو الوحيد الباقي في “حلب” حتى الآن، والذي بُني على نظام الصحن والإيوانات كالمدارس، بنته الملكة ضيفة خاتون “بنت الملك العادل” المتوفاة عام 640 هـ 1242م.

كما ونوّه فرهاد إلى أن ضيفة خاتون نشرت الازدهار في عهدها، ومدت قساطل المياه وبنت المدارس والخانقاهات، وكانت تؤثر الفقراء وتحمل إليهم الصدقات الكثيرة، وحصنت حلب بمعارك ظافرة ضد المغول والسلاجقة والصليبين.

وينهي الدكتور والباحث التاريخي، فرهاد نعسان، حديثه بالتأكيد على أن الشكل الحالي لحلب القديمة نحتته الأميرة الكردية إبان حكمها لمدينة حلب لـ 6 سنوات.

توفيت الأميرة ضيفة خاتون بعد عمر ناهز الـ 58 عاماً، وكان ذلك عام 1242م، حيث دفنت في حلب، بعد أن أغلقت من أجلها أبواب حلب لمدة ثلاثة أيام حداداً على رحيلها.

خانقاه الفرافرة

IMG-20221022-WA0065-1

Facebook Comments Box

About yousf nuri

Check Also

photo_2024-02-25_18-36-35

الکرد في كازاخستان

  الكرد في كازاخستان بقلم الدكتور محمد علي الصويركي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جمهورية كازاخستان أو قزخستان أو قزقستان …