شه‌ممه‌ , نیسان 27 2024
Home / غير مصنف / أديان كوردستان / عقائد الصابئة المندائيون

عقائد الصابئة المندائيون

درفش-صابئي

عقائد الصابئة المندائيون

د مانع بن حماد الجهني

الصابئة المندائيَّة هي طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم، التي تَعتبِرُ يحيى عليه السلام نبيًّا لها، ويُقدِّس أصحابها الكواكب والنجوم ويُعظِّمونها، ويُعتبر الاتجاه نحو نجم القطب الشمالي وكذلك التعميد في المياه الجارية من أهمِّ معالم هذه الديانة، ويُجيز أغلب فقهاء المسلمين أخذ الجزية من معتنقيها أسوةً بالكتابيِّين من اليهود والنصارى.

الأفكار والمعتقدات :

• كتبهم:

– لديهم عددٌ من الكتب المقدَّسة مكتوبة بلغةٍ ساميَّةٍ قريبة من السريانيَّة، وهي:

1- الكنزاربَّا: أي الكتاب العظيم، ويعتقدون أنَّه صُحُف آدم عليه السلام، فيه موضوعاتٌ كثيرة عن نظام تكوين العالم وحساب الخليقة وأدعية وقصص، وتوجد في خزانة المتحف العراقي نسخةٌ كاملةٌ منه، طُبع في كوبنهاجن سنة 1815م، وطُبع في لايبزيغ سنة 1867م.

2- دراشة إديهيا: أي تعاليم يحيى، وفيه تعاليم وحياة النبي يحيى عليه السلام.

3- الفلستا: أي كتاب عقد الزواج، ويتعلَّق بالاحتفالات والنكاح الشرعي والخطبة.

4- سدرة إدنشاماثا: يدور حول التعميد والدفن والحداد، وانتقال الروح من الجسد إلى الأرض ومِنْ ثَمَّ إلى عالم الأنوار، وفي خزانة المتحف العراقي نسخة حديثة منه مكتوبة باللغة المندائيَّة.

5- كتاب الديونان: فيه قصص وسير بعض الروحانيِّين مع صورٍ لهم.

6- كتاب إسفر ملواشه: أي سفر البروج؛ لمعرفة حوادث السنة المقبلة عن طريق علم الفلك والتنجيم.

7- كتاب النباتي: أي الأناشيد والأذكار الدينيَّة، وتوجد نسخة منه في المتحف العراقي.

8- كتاب قماها ذهيقل زيوا: ويتألَّف من 200 سطر، وهو عبارة عن حجاب يعتقدون أنَّ من يحمله لا يُؤثِّر فيه سلاحٌ أو نار.

9- تفسير بغره: يختصُّ في علم تشريح جسم الإنسان وتركيبه، والأطعمة المناسبة لكلِّ طقسٍ ممَّا يجوز لأبناء الطائفة تناوله.

10- كتاب ترسسر ألف شياله: أي كتاب الاثني عشر ألف سؤال.

11- ديوان طقوس التطهير: وهو كتابٌ يُبيِّن طرق التعميد بأنواعه على شكل ديوان.

12- كتاب كداواكدفيانا: أي كتاب العوذ.

• طبقات رجال الدين:

يشترط في رجل الدين أن يكون سليم الجسم، صحيح الحواس، متزوِّجًا منجبًا، غير مختون، وله كلمةٌ نافذةٌ في شئون الطائفة؛ كحالات الولادة، والتسمية، والتعميد، والزواج، والصلاة، والذبح، والجنازة.

ورتبهم على النحو التالي:

1- الحلالي: ويُسمَّى “الشمَّاس”؛ يسير في الجنازات، ويقيم سنن الذبح للعامَّة، ولايتزوَّج إلَّا بكرًا، فإذا تزوَّج ثيِّبًا سقطت مرتبته ومُنع من وظيفته إلَّا إذا تعمَّد هو وزوجته 360 مرَّة في ماء النهر الجاري.

2- الترميدة: إذا فقه الحلالي الكتابين المقدَّسين سدره إنشماثا والنياني -أي كتابَيْ التعميد والأذكار- فإنَّه يتعمَّد بالارتماس في الماء الموجود في المندي، ويبقى بعدها سبعة أيَّام مستيقظًا لا تغمض له عينٌ حتى لا يحتلم، ويترقَّى بعدها هذا الحلالي إلى ترميدة، وتنحصر وظيفته في العقد على البنات الأبكار.

3- الأبيسق: الترميدة الذي يختصُّ في العقد على الأرامل يتحوَّل إلى أبيسق ولا ينتقل من مرتبته هذه.

4- الكنزبرا: الترميدة الفاضل الذي لم يعقد على الثَّيِّبات مطلقًا يُمكنه أن ينتقل إلى كنزبرا؛ وذلك إذا حفظ كتاب الكنزاربَّا فيُصبح حينئذٍ مفسِّرًا له، ويجوز له ما لا يجوز لغيره، فلو قَتَل واحدًا من أفراد الطائفة لا يُقتصُّ منه؛ لأنَّه وكيل الرئيس الإلهي عليها.

5- الريش أمه: أي رئيس الأمَّة، وصاحب الكلمة النافذة فيها، ولا يوجد بين صابئة اليوم من بلغ هذه الدرجة؛ لأنَّها تحتاج إلى علمٍ وفيرٍ وقدرةٍ فائقة.

6- الربَّاني: وفق هذه الديانة لم يصل إلى هذه الدرجة إلَّا يحيى بن زكريا عليهما السلام، كما أنَّه لا يجوز أن يوجد شخصان من هذه الدرجة في وقتٍ واحد، والربَّاني يرتفع ليسكن في عالم الأنوار وينزل ليبلغ طائفته تعاليم الدين ثم يرتفع مرَّةً أخرى إلى عالمه الرباني النوراني.

• الإِله:

– يعتقدون من حيث المبدأ بوجود الإِله الخالق الواحد الأزلي الذي لا تناله الحواس ولا يفضي إليه مخلوق.

– ولكنَّهم يجعلون بعد هذا الإله 360 شخصًا خُلقوا ليفعلوا أفعال الإله، وهؤلاء الأشخاص ليسوا بآلهة ولا ملائكة، يعملون كلَّ شيءٍ من رعدٍ وبرقٍ ومطرٍ وشمسٍ وليلٍ ونهار..، وهؤلاء يعرفون الغيب، ولكلٍّ منهم مملكته في عالم الأنوار.

– هؤلاء الأشخاص الـ 360 ليسوا مخلوقين كبقيَّة الكائنات الحيَّة، ولكن الله ناداهم بأسمائهم فخلقوا وتزوَّجوا بنساء من صنفهم، ويتناسلون بأن يلفظ أحدهم كلمةً فتحْمَل أمرأته فورًا وتلد واحدًا منهم.

– يعتقدون أنَّ الكواكب مسكن للملائكة، ولذلك يُعظِّمونها ويُقدِّسونها.

• المندي:

– هو معبد الصابئة، وفيه كتبهم المقدَّسة، ويجري فيه تعميد رجال الدين، يقام على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، له بابٌ واحدٌ يُقابل الجنوب بحيث يستقبل الداخل إليه نجم القطب الشمالي، لابُدَّ من وجود قناة فيه متَّصلة بماء النهر، ولا يجوز دخوله من قِبَلِ النساء، ولابُدَّ من وجود عَلَمِ يحيى فوقه في ساعات العمل.

• الصلاة:

– تؤدَّى ثلاث مرَّاتٍ في اليوم: قبيل الشروق، وعند الزوال، وقبيل الغروب، وتستحبُّ أن تكون جماعة في أيَّام الآحاد والأعياد، فيها وقوفٌ وركوعٌ وجلوسٌ على الأرض من غير سجود، وهي تستغرق ساعة وربع الساعة تقريبًا.

– يتوجَّه المصلِّي خلالها إلى الجَدْي بلباسه الطاهر، حافي القدمين، يتلو سبع قراءات يُمجِّد فيها الرب، مستمدًا منه العون، طالبًا منه تيسير اتِّصاله بعالم الأنوار.

• الصوم:

– صابئة اليوم يُحرِّمون الصوم؛ لأنَّه من باب تحريم ما أحلَّ الله.

– وقد كان الصوم عند الصابئة على نوعين: الصوم الكبير: ويشمل الصوم عن كبائر الذنوب والأخلاق الرديئة، والصوم الصغير: الذي يمتنعون فيه عن أكل اللحوم المباحة لهم لمدَّة 32 يومًا متفرِّقة على طول أيَّام السنة.

– ابن النديم المتوفَّى سنة 385هـ في فهرسته، وابن العبري المتوفى سنة 685هـ في تاريخ مختصر الدول، ينصَّان على أنَّ الصيام كان مفروضًا عليهم لمدَّة ثلاثين يومًا من كلِّ سنة.

• الطهارة:

– الطهارة مفروضة على الذكر والأنثى سواء بلا تمييز.

– تكون الطهارة في الماء الحيِّ غير المنقطع عن مجراه الطبيعي.

– الجنابة تحتاج إلى طهارة؛ وذلك بالارتماس في الماء ثلاث دفعات مع استحضار نيَّة الاغتسال من غير قراءة؛ لأنَّها لا تجوز على جنب.

– عقب الارتماس في الماء يجب الوضوء، وهو واجبٌ لكلِّ صلاة؛ حيث يتوضَّأ الشخص وهو متَّجهٌ إلى نجم القطب، فيُؤديه على هيئة تُشبه وضوء المسلمين مصحوبًا بأدعيةٍ خاصة.

– مفسدات الوضوء: البول، الغائط، الريح، لمس الحائض والنفساء.

• التعميد وأنواعه:

– يُعتبر التعميد من أبرز معالم هذه الديانة ولا يكون إلَّا في الماء الحي، ولا تتمُّ الطقوس إلَّا بالارتماس في الماء سواء أكان الوقت صيفًا أم شتاءً، وقد أجاز لهم رجال دينهم مؤخَّرًا الاغتسال في الحمَّامات، وأجازوا لهم كذلك ماء العيون النَّابعة لتحقيق الطهارة.

– يجب أن يتمَّ التعميد على أيدي رجال الدين.

– يكون العماد في حالات الولادة، والزواج، وعماد الجماعة، وعماد الأعياد وهي على النحو التالي:

1- الولادة: يعمد المولود بعد 45 يومًا ليُصبح طاهرًا من دنس الولادة؛ حيث يُدخل هذا الوليد في الماء الجاري إلى ركبتيه مع الاتجاه جهة نجم القطب، ويوضع في يده خاتم أخضر من الآس.

2- عماد الزواج: يتمّ في يوم الأحد وبحضور ترميدة وكنزبرا، يتمُّ بثلاث دفعات في الماء مع قراءة من كتاب الفلستا، وبلباسٍ خاص، ثم يشربان من قنينةٍ مُلِئَت بماءٍ أُخذ من النهر يُسمَّى (ممبوهة)، ثم يطعمان (البهثة)، ويدهن جبينهما بدهن السمسم، ويكون ذلك لكلا العروسين لكلِّ واحدٍ منهما على حدة، بعد ذلك لا يُلمسان لمدَّة سبعة أيَّام؛ حيث يكونان نجسين، وبعد الأيَّام السَّبعة من الزواج يُعمَّدان من جديد، وتُعمَّد معهما كافَّة القدور والأواني التي أكلا فيها أو شربا منها.

3- عماد الجماعة: يكون في كلِّ عيد (بنجة) من كلِّ سنةٍ كبيسة لمدَّة خمسة أيَّام، ويشمل أبناء الطائفة كافَّة رجالًا ونساءً كبارًا وصغارًا، وذلك بالارتماس في الماء الجاري ثلاث دفعات قبل تناول الطعام في كلِّ يومٍ من الأيَّام الخمسة، والمقصود منه هو التكفير عن الخطايا والذنوب المرتكبة في بحر السنة الماضية، كما يجوز التعميد في أيَّام البنجة ليلًا ونهارًا، على حين أنَّ التعميد في سائر المواسم لا يجوز إلَّا نهارًا وفي أيَّام الآحاد فقط.

4- عماد الأعياد: وهي:

– العيد الكبير: عيد ملك الأنوار؛ حيث يعتكفون في بيوتهم 36 ساعةً متتالية لا تغمض لهم عين خشية أن يتطرَّق الشيطان إليهم؛ لأنَّ الاحتلام يُفسد فرحتهم، وبعد الاعتكاف مباشرةً يرتسمون، ومدَّة العيد أربعة أيَّام، تُنْحَر فيه الخراف، ويُذبح فيه الدجاج، ولا يقومون خلاله بأيِّ عملٍ دنيوي.

‌- العيد الصغير: يومٌ واحدٌ شرعًا، وقد يمتدُّ لثلاثة أيَّامٍ من أجل التَّزاور، ويكون بعد العيد الكبير بمائة وثمانية عشر يومًا.

– عيد البنجة: وهو خمسة أيَّامٍ تكبس بها السنة، ويأتي بعد العيد الصغير بأربعة أشهر.

‌- عيد يحيى: يوم واحد من أقدس الأيام، يأتي بعد عيد البنجة بستِّين يومًا، وفيه كانت ولادة النبيِّ يحيى عليه السلام الذي يعتبرونه نبيًّا خاصًّا بهم، الذي جاء ليُعيد إلى دين آدم صفاءه بعد أن دخله الانحراف بسبب تقادم الزمان.

• تعميد المحتضر ودفنه:

– عندما يحتضر الصابيء يجب أن يُؤخذ -وقبل زهوق روحه- إلى الماء الجاري ليُعمَّد.

‌- من مات من دون عماد نجس ويحرم لمسه.

– أثناء العماد يُغسِّلونه متَّجهًا إلى نجم القطب الشمالي، ثم يُعيدونه إلى بيته ويُجلسونه في فراشه بحيث يُواجه نجم القطب -أيضًا- حتى يُوافيه الأجل.

– بعد ثلاث ساعات من موته يُغسَّل ويُكفَّن ويُدفن حيث يموت؛ إذ لا يجوز نقله مطلقًا من بلدٍ إلى بلدٍ آخر.

– من مات غيلةً أو فجأة، فإنَّه لا يُغسَّل ولا يُلمس، ويقوم الكنزبرا بواجب العماد عنه.

– يُدفن الصابئ بحيث يكون مستلقيًا على ظهره ووجهه، ورجلاه متَّجهة نحو الجدي، حتى إذا بُعِثَ واجه الكوكب الثابت بالذَّات.

– يضعون في فم الميِّت قليلًا من تراب أول حفرةٍ تُحفر لقبره فيها.

– يحرم على أهل الميِّت الندب والبكاء والعويل، والموت عندهم مدعاة للسرور، ويوم المأتم من أكثر الأيام فرحًا حسب وصيَّة يحيى لزوجته.

‌- لا يوجد لديهم خلود في الجحيم؛ بل عندما يموت الإنسان إمَّا أن ينتقل إلى الجنَّة أو المطهر حيث يُعذَّب بدرجات متفاوتة حتى يطهر، فتنتقل روحه بعدها إلى الملأ الأعلى، فالروح خالدة والجسد فان.

• أفكار ومعتقدات أخرى:

– البكارة: تقوم والدة الكنزبرا أو زوجته بفحص كلِّ فتاةٍ عذراء بعد تعميدها وقبل تسليمها لعريسها؛ وذلك بغية التأكُّد من سلامة بكارتها.

– الخطيئة: إذا وقعت الفتاة أو المرأة في جريمة الزنى فإنَّها لا تُقتل؛ بل تُهجر، وبإمكانها أن تُكفِّر عن خطيئتها بالارتماس في الماء الجاري.

– الطلاق: لا يعترف دينهم بالطلاق إلَّا إذا كانت هناك انحرافات أخلاقيَّة خطرة، فيتمُّ التفريق عن طريق الكنزبرا.

– السنة المندائية: 360 يومًا، في 12 شهرًا، وفي كلِّ شهرٍ ثلاثون يومًا مع خمسة أيَّامٍ كبيسة يُقام فيها عيد البنجة.

– يعتقدون بصحَّة التاريخ الهجري ويستعملونه؛ وذلك بسبب اختلاطهم بالمسلمين، ولأنَّ ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مذكورًا في الكتب المقدَّسة الموجودة لديهم.

– يُعظِّمون يوم الأحد كالنصارى ويُقدِّسونه ولا يعملون فيه أيَّ شيءٍ على الإطلاق.

– ينفرون من اللون الأزرق النيلي ولا يُلامسونه مطلقًا.

– ليس للرجل غير المتزوِّج من جنَّةٍ لا في الدنيا ولا في الآخرة.

– يتنبَّئون بحوادث المستقبل عن طريق التأمُّل في السماء والنجوم وبعض الحسابات الفلكيَّة.

– لكلِّ مناسبةٍ دينيَّةٍ ألبسةٌ خاصَّةٌ بها، ولكلِّ مرتبةٍ دينيَّةٍ لباسٌ خاصٌّ بها يُميِّزها عن غيرها.

– إذا تُوفِّي شخصٌ دون أن يُنجب أولادًا فإنَّه يمرُّ بالمطهر ليعود بعد إقامته في العالم الآخر إلى عالم الأنوار، ثم يعود إلى حالته البدنيَّة مرَّةً أخرى؛ حيث تتلبس روحه في جسم روحاني فيتزوَّج ويُنجب أطفالًا.

– يؤمنون بالتناسخ ويعتقدون بتطبيقاته في بعض جوانب عقيدتهم.

– للرجل أن يتزوَّج ما يشاء من النساء على قدر ما تسمح له به ظروفه.

– يرفضون شرب الدواء، ولا يعترضون على الدهون والحقن الجلديَّة.

– الشباب والشابَّات يأتون إلى الكهَّان ليُخبروهم عن اليوم السعيد الذي يُمكنهم أن يتزوَّجوا فيه، وكذلك يُخبرون السائلين عن الوقت المناسب للتجارة أو السفر، وذلك عن طريق علم النجوم.

– لا تُؤكل الذبيحة إلَّا أن تُذبح بيدي رجال الدين وبحضور الشهود، ويقوم الذَّابح -بعد أن يتوضَّأ- بغمسها في الماء الجاري ثلاث مرَّاتٍ، ثُمَّ يقرأ عليها أذكارًا دينيَّةً خاصَّة، ثُمَّ يذبحها مُستقبِلًا الشَّمَال، ويستنزف دمها حتى آخر قطرة، ويحرم الذبح بعد غروب الشمس أو قبل شروقها إلَّا في عيد البنجة.

– تنصُّ عقيدتهم على أن يكون الميراث محصورًا في الابن الأكبر، لكنَّهم لمجاورتهم المسلمين فقد أخذوا بقانون المواريث الإسلامي.

• الجذور الفكريَّة والعقائديَّة:

• تأثَّر الصابئة بكثيرٍ من الديانات والمعتقدات التي احتكُّوا بها.

• أشهر فرق الصابئة قديمًا أربعة، هي: أصحاب الروحانيَّات، وأصحاب الهياكل، وأصحاب الأشخاص، والحلوليَّة.

• لقد ورد ذكرهم في القرآن مقترنًا باليهود والنصارى والمجوس والمشركين (انظر الآيات 62/ البقرة – 69/ المائدة، 17/الحج)، ولهم أحكامٌ خاصَّةٌ بهم من حيث جواز أخذ الجزية منهم أو عدمها أسوة بالكتابيِّين من اليهود والنصارى.

• عُرِفَ منهم الصابئة الحرَّانيُّون الذين انقرضوا، الذين تختلف معتقداتهم بعض الشيء عن الصابئة المندائيِّين الحاليِّين.

• لم يبقَ من الصابئة اليوم إلَّا صابئة البطائح المنتشرون على ضفاف الأنهر الكبيرة في جنوب العراق وإيران.

• تأثَّروا باليهوديَّة، والمسيحيَّة، والمجوسيَّة لمجاورتهم لهم.

• تأثَّروا بالحرَّانيِّين الذين ساكنوهم في حرَّان عَقِبَ طردهم من فلسطين؛ فنقلوا عنهم عبادة الكواكب والنجوم، أو على الأقل تقديس هذه الكواكب وتعظيمها، وتأثَّروا بهم في إتقان علم الفلك وحسابات النجوم.

• تأثَّروا بالأفلاطونيَّة الحديثة التي استقرَّت فلسفتها في سوريا؛ مثل الاعتقاد بالفيض الروحي على العالم المادِّي.

• تأثَّروا بالفلسفة الدينيَّة التي ظهرت أيَّام إبراهيم الخليل عليه السلام؛ فقد كان الناس حينها يعتقدون بقدرة الكواكب والنجوم على التأثير في حياة الناس.

• تأثَّروا بالفلسفة اليونانيَّة التي استقلَّت عن الدين، ويُلاحظ أثر هذه الفلسفة اليونانيَّة في كتبهم.

• لدى الصابئة قسطٌ وافرٌ من الوثنيَّة القديمة يتجلَّى في تعظيم الكواكب والنجوم على صورةٍ من الصور.

ويتَّضح ممَّا سبق:

إنَّ الصابئة من أقدم الديانات التي تعتقد أنَّ الخالق واحد، وقد جاء ذكر الصابئين في القرآن باعتبار أنَّهم أتباع دينٍ كتابي، وقد اختلف الفقهاء حول مدى جواز أخذ الجزية منهم إن كانوا أحدثوا في دينهم ما ليس منه، وقد أصبحت هذه الطائفة كأنَّها طائفةٌ وثنيَّةٌ تُشبه صابئة حرَّان الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وعمومًا فالإسلام قد جبَّ ما قبله، ولم يعد لأيِّ دينٍ من الديانات السابقة مكانٌ بعده.

___________________

المصدر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، المؤلف: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، إشراف وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني، الناشر: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الرابعة، 1420هـ.

مراجع للتوسُّع :

– الصابئة المندائيون: الليدي دراوور، مطبعة الإرشاد – بغداد، 1969م.

– مندائي أو الصابئة الأقدمون: عبد الحميد عبادة، طبع في بغداد، 1927م.

-الصابئة في حاضرهم وماضيهم: عبد الرزاق الحسني، طبعة لبنان، 1970م.

-الكنزاربَّا: وهو كتاب الصابئة الكبير ومنه نسخة في خزانة المتحف العراقي.

– الفهرست: ابن النديم، طبع في القاهرة، 1348هـ.

– المختصر في أخبار البشر: أبي الفداء، طبع في القاهرة، 1325هـ.

– الملل والنحل: الشهرستاني، طبعة لبنان، 1975م.

– معجم البلدان: ياقوت الحموي، طبع في القاهرة، 1906م.

– مقالة لأنستاس الكرملي، مجلة المشرق – بيروت، 1901م.

– مقالة لزويمر، مجلة المقتطف – القاهرة، 1897م.

– مقالة لإبراهيم اليازجي، مجلة البيان – القاهرة، 1897م.

– الموجز في تاريخ الصابئة المندائين العرب البائدة: عبد الفتاح الزهيري، مطبعة الأركان ببغداد، 1403هـ.

– الصلاة المندائية وبعض الطقوس الدينية: رافد الشيخ عبد الله نجم، بغداد، 1988م.

– اعتقادات فرق المسلمين والمشركين: فخر الدين الرازي، القاهرة، 1356هـ.

-إبراهيم أبو الأنبياء: عباس محمود العقاد، دار الكتاب العربي – بيروت، صفحة 139-148، طبعة عام 1386هـ=1967م.

المراجع الأجنبية:

– Handbook of Classical and Modern Mandai, Berlin 1965.
– Mandaean Bibliography, Oxford University Press, 1933.
– Die Mandaer: ihre relligion und ihre Geschichte Muller: Amsterdam 1916.
– Frankfort Dr. Henri Archeology and the Sumerian Problem, Chicago Studies in Ancient Oriental Civilization. No. 4 (Univ. of Chicago Press, 1932).
– J.B. Tavernier, Les Six Voyaojes, Paris 1713.
– M.N. Siouffi, Etudes Sur la religion des Soubbas, Paris 1880.
– E.S. Drower, The Mandaeans of Iraq and Iran, London 1937.
– H. Pognon, Inscriptions Mandaites des Coupes de Khouberir, Paris 1898

Facebook Comments Box

About GORAN HAkim

Check Also

photo_2024-02-08_14-46-01

العلاقات الفارسية – اليهودية وانعكاسها على الواقع المعاصر

  ب. د. فرست مرعي العلاقات الفارسية – اليهودية وانعكاسها على الواقع المعاصر : دون شك …