تاريخ الكرد موقع ووردبريس عربي آخر
الكرد في أوكرانيا
بقلم الدكتور محمد علي الصويركي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمات للتأمل:
(ليس هناك على وجه الأرض ما يبعث على الأسى من أن يفقد الإنسان وطنه الأم). الفيلسوف الاغريقي أربيدس.
(إن فن السياسة هو الفن الوحيد الذي لا مكان فيه للعاطفة). السياسي النمساوي مترنيخ.
(إن البلابل لا تبني عشها في القفص حتى لا تورث ابناءها العبودية). جبران خليل جبران.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حصلت جمهورية أوكرانيا على استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق في 24 آب 1991م،وأصبحت عضواً في الأمم المتحدة، وعاصمتها مدينة (كييف)، وتبلغ مساحتها نحو (604) ألف كم2، ويقدر عدد سكانها بنحو 47 مليون نسمة، وهي من أكبر بلدان أوروبا الشرقية، ويحدها من الجنوب البحر الأسود ورومانيا وملدوفيا، ومن الشمال روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء، ومن الغرب بولندا وسلوفاكيا ورومانيا والمجر، ومن الشرق روسيا الاتحادية.
يسودها اللغتان الأوكرانية والروسية، ويوجد فيها قوميات متعددة منهم 77% من الأوكران، والبقية يتوزعون ما بين القوميات الروس، التتر، الرومان، القرم، الملوافين، اليونان، اليهود، الهنغار، البلغار، البولونيون، والأكراد.
تحدث الباحث محمد البرازي عن كرد أوكرانيا بشكل مقتضب فيقول: أن وجود الكرد في أوكرانيا يعود إلى 500 سنة قبل الميلاد خاصة أيام السكوثيين، ويستدل على ذلك من خلال ما ذكره المؤرخ الأوكراني (فلنتين ستيتسيوك) أن هناك نحو (250) مدينة وقرية أوكرانية تحمل أسماءً كردية قديمة، وهذه الأسماء تقرأ باللغة الروسية والأوكرانية ولكن بدون وجود معنى لها في تلك اللغتين، ولوحظ أنها تحمل معاني كردية، فمثلاً مدينة (كوتاي) التي تعني بالكردية النهاية، و(ترب والي) تترجم إلى قبر والي، و(بق لاأي) وتعني الضفدع أو مستنقع الضفادع، و(جفان) تعني اجتماع أو مدينة الاجتماعات، و(باز نيكل) وتعني منخار الصقر، ومدينة (بلكير) وتعني توزعوا أو تفرقوا، و(كرمك آف) وتعني النبع الساخن، ومدينة (بالة شفكي) وتعني حصاد ليلي، ومدينة (جار كس) وتعني أربعة أشخاص، وهناك الكثير من الأسماء التي تحتاج إلى باحث لغوي كردي ليفسر معانيها، وأعتقد بأن هذه الأسماء ربما تعود الى قبائل آرية سكنت فيها وتفرقت إلى مختلف أرجاء العالم ومنها كردستان.
رحل الكرد الحاليون إلى جمهورية أوكرانيا أيام الاتحاد السوفيتي السابق طلباً للعمل والدراسة أو هرباً من ملاحقات السلطات السوفيتية عندما قامت بنفي وتهجير أكراد جمهوريات القفقاس :جورجيا وأرمينيا وأذربيجان إلى سيبيريا وجمهوريات آسيا الوسطى بحجة انتمائهم الى الجنس الآري أيام الدكتاتور (ستالين)، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م اضطر أكراد جمهوريات أرمينيا وأذربيجان وجورجيا إلى الهجرة مرة ثانية إلى أوكرانيا طلباً للعمل، وبقوا هناك حتى أصبحوا مواطنين أوكرانيين، وبعضهم جاء من أجزاء كردستان الأربعة (تركيا إيران سوريا العراق) بقصد العمل والدراسة وبقي بعضهم فيها حتى حصلوا على جنسيتها.
يقدر عدد أكراد أوكرانيا اليوم بحدود (20-30) ألف كردي، ويعيشون اليوم في مختلف مدنها المشهورة مثل العاصمة كييف، وأديسا، وخاركون، وخورسان، ونيكالييف، وزبروجة، ودانيسك، وجزيرة القرم، كما يوجد لهم في العاصمة كييف ما يعرف بـ (البيت الكردي) باسم المركز الثقافي الكردي (ميديا)، ويترأسه السيد تيمور ماموريان، ويصدرون هناك جريدة شهرية بعنوان (صون ميديا) باللغتين الروسية والإنجليزية، وأضيف إليها اللغتين الكردية واللاتينية في الأعوام الأخيرة.
أما في مدينة (أديسا) فيوجد فيها فرق فلكلورية كردية، وبعض المراكز لتعليم اللغة الكردية، ولهم مراكز وفروع من (الميديا) الموجودة في العاصمة كييف.
أما الأكراد الموجودين في شبه جزيرة القرم – التي انضمت أخيراً لروسيا الاتحادية نتيجة استفتاء تم عام 2014م- فيعود وجودهم فيها إلى أيام الاتحاد السوفيتي السابق، ولكنهم – بكل أسف- لا يجيدون التحدث باللغة الكردية، ويعتبرون أنفسهم من أقلية (التتر)، ومن الصعب إقناعهم بأنهم كرد إلا القليل منهم من يعترف بهويته الكردية، ورغم ذلك فلهم في القرم مركز ثقافي (البيت الكردي) تحت اسم (جمعية القرم الكردية) التي يترأسها السيد سليم وحيد، وهناك مراكز وبيوت كردية للثقافة في كل من مدن: خاركوف، ونيكاليف، وخورسان (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش: (1) مواقع إلكترونية متعددة منها: موقع كميا كوردا، وصحيفة آزادي، العدد 33، تاريخ 4/5/2014م ص7 ، والموسوعة الحرة يوكبيديا.
