القائد الكوردي شيركوة… مُعلّم صلاح الدين وأستاذه

من هو عم صلاح الدين الأيوبي؟

ولد صلاح الدين يوسف بن أيوب في تكريت، وبالتحديد في قلعة تكريت، وكان أبوه أيوب بن شاذي حاكمًا على قلعة تكريت بأمر من أحد رجالات شرطة بغداد وهو مجاهد الدين بهروز، وعيّن بهروز أسد الدين شيركوه؛ أخ أيوب بن شاذي وعم صلاح الدين الأيوبي، مساعدًا للحاكم، ويرجع أصل الأخوين إلى قرية في أقصى حدود أذربيجان تسمى دوين.^[١]

كان عم صلاح الدين الأيوبي؛ أسد الدين شيركوه، قائدًا عسكريًا محنكًا قويًا، عمل صلاح الدين تحت قيادته، فكان قويًا ذكيًا، تميز بمهارات عسكرية وقتالية فذة، لذلك استعان بهما، القائد نور الدين محمود زنكي، لنجدة العاضد لدين الله؛ الخليفة الفاطمي في مصر، ضد الفرنج، فاستطاعا بقدرتهما العسكرية وذكائهما الحاد صد قوات الفرنج، وضم المملكة المصرية إلى نور الدين زنكي سنة 1169م / 564 هـ.^[٢]

أسد الدين شيركوه: نبذة عنه

أسد الدين شيركوه بن شاذي، وهو ابن شاذي بن مروان، حاكم كردي، وشقيق نجم الدين أيوب، سلف الأسرة الأيوبية، انتقل شاذي مع عائلته إلى العراق وبالتحديد إلى مدينة بغداد ثم إلى تكريت، حيث تم تعيينه محافظًا من قبل الحاكم الإقليمي بيهروز، وخلفه أيوب ابنه في المنصب عندما توفي.^[٣]

وفي عام 1138م / 533 هـ تشاجر شيركوه مع أحد سكان قلعة تكريت، وقتله، فنفى بيهروز الأخوين أيوب وشيركوه، خارج تكريت، فانضما إلى جيش عماد الدين زنكي، حيث عملا تحت إمرته في الموصل، فولى نور الدين شيركوه على حمص والرحبة وبعض المناطق الأخرى، وأيوب على بعلبك ثم دمشق.^[٤][٣]

وعند استشهاد عماد الدين زنكي، أظهر أسد الدين شيركوه موقفًا عظيمًا لحفظ المسلمين من بعده موت قائدهم من التفكك والنزاع، وبايع ابنه القائد بور الدين زنكي، وأمن له الحماية بنفسه ليصل بسلام إلى مدينة حلب، ويعلن نفسه القائد الجديد، ومنذ ذلك الحين أصبح شيركوه أميرًا يعمل في جيوش نور الدين، فوثق به نور الدين، وكان يسلمه المهام الصعبة، حتى أرسله، وابن أخيه صلاح الدين إلى مصر لنجدة أحد الخلفاء الفاطميين في مصر، وهو العاضد لدين الله، فانتصرا، وولى العاضد شيركوه وزيرًا له.^[٣][٤]

أسد الدين شيركوه: صفاته

كان أسد الدين شيركوه محاربًا عسكريًا قديرًا وقويًا، فقد كان اسمًا على مسمى، إذ يعني شيركوه باللغة الكردية؛ أسد الجبال، وكان لشيركوه خبرة واسعة في الشؤون العسكرية، وقائدًا ذو خبرة وبصيرة عالية، فهو من اكتشف مهارات ابن أخيه؛ صلاح الدين، فكان له معلم في الشؤون العسكرية والحياتية أيضًا.^[٣]

أسد الدين شيركوه: وفاته

تم تعيين أسد الدين شيركوه وزيرًا للعاضد في مصر تكريمًا لجهوده في صد الفرنج والخائنين، وبعد شهرين و5 أيام توفي، بالتحديد في 22 جمادى الآخرة سنة 1169م /564 هـ، وخلفه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي الوزارة.^[٤]

المراجع :

1- د عبدالله ناصح علوان، صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين، صفحة 12. بتصرّف.

2- د عبدالله صالح علون، صلاح الدين بطل ومحرر القدس من الصليبيين، صفحة 15. بتصرّف.

3- أ ب ت ث شريف عبدالعزيز الزهيري، “أسد الدين شيركوه”، موقع الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2022. بتصرّف.

4- أ ب ت علي الصلابي، صلاح الدين الأيوبي، صفحة 175-181.